هنا الشارقة

مستقبلنا بأيدينا 
لم تكن مبادرة مجلس الشارقة الرياضي لإعلان خطته الإستراتيجية حتى 2031 على هامش الملتقى الثقافي العربي من دون ترتيب مسبق، كما أنها لم تكن مجرد استثمار لمنصة قصر الثقافة العالية، إنما كانت مبرمجة ومستهدفة لتكون المنظومة العربية "شريكة ومراقبة وشاهدة" لتلك اللحظة التاريخية التي نعلن فيها طموحات المستقبل، واعني بالشراكة والرقابة والشهادة ما تعنيه مدلولات كل كلمة لتكون الخطة تحت مجهر المتابعة والتقييم من الشركاء والمراقبين والشاهدين طول الوقت، وإن شاء الله سنكون على مستوى هذه المسؤولية بكل ما فيها من أعباء حاضرة وتحديات مستقبلية.  
 
**في عالمنا العربي، للأسف، يبدو “التخطيط" كما لو كان مجرد عنوان لمرحلة، أو خطوة لا بد منها في استراتيجية أي عمل ،حيث لا حوكمة ولا مراجعة ولا تقييم لما تحقق ومالم يتحقق من أهداف، الأمر الذي أفرغ التخطيط من معناها وسرب للجميع قناعة خاطئة بأنه ليس إلا كلاماً منمقاً وتنظيراً على الورق!  وهذا الشبح المخيف كان حاضراً معنا طول الوقت في خطتنا.. ونحن نحدد الأهداف.. ونحن نفكر في المحاور.. ونحن نناقش شركائنا.. ونحن نحدد المعايير والمؤشرات.. وأخيراً ونحن نصيغ المراحل والخطوات، ولذا كان تعهدنا أمام أنفسنا قبل سوانا من البداية ، بألا نشطح وألا نبالغ وأن تكون أحلامنا في إطار الممكن والمستطاع لا المستحيل والمحال.  
 
**كانت رؤية سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة حاضرة بما تحمله من قيم وبما تدعو إليه من أهداف، وكانت معطيات البنية التحتية، ونتائج الاستبانات والإحصاءات، وخطط وبرامج المؤسسات الأخرى بين أيدينا، حتى لا نتجاوز حدود واقعنا، ولا نفقد بوصلتنا ونحن نبحر بسفينتنا نحو الشارقة كعاصمة عالمية للثقافة الرياضية، وكان من دواعي سعادتنا وتفاؤلنا بالمستقبل أن الهدف تحقق مرحلياً بفوز الإمارة بجائزة عاصمة الثقافة الرياضية العربية 2022، وهذا بدوره كان سبباً آخر لاختيار منبر الملتقى لإعلان الإستراتيجية، حيث كان أعضاء مجلس أمناء الجائزة ضيوفاَ مكرمين.
 
**بقى شيء واحد فضلت أن اختتم به المقال ليظل في البال، ألا وهو أن الإستراتيجية أعدت بفريق عمل كل عناصره من الكوادر الوطنية، مايعني أنها "إماراتية خالصة" وفي ذلك رسالة لمستوردي "الإستراتيجيات المعلبة" بأن أهل مكة أدرى بشعابها وبأن ما يحك ظهرك إلا ظفرك، وبإذن الله مثلما صغنا استراتيجيتنا بأيدينا سنصنع مستقبلنا بأيدينا.