هنا الشارقة

مبادرة وطنية

 حتى لا يكون الكلام في صوب والفعل في صوب آخر ، سأنفذ إلى بيت القصيد مما طرحته في المقال السابق تحت عنوان "إلى متى؟" ،وأبادر بدعوة كل المعنيين بحاضر ومستقبل رياضة الإمارات إلى لقاء يجمعنا تحت سقف واحد ، لقاء نبحث فيه بموضوعية وتجرد كيفية تصحيح المسار ، ولا يؤرقني شيئ في هذه اللحظة بخصوص هذا الملتقى ،سوى أن يكون مصيره كمصير ماسبقه من ملتقيات في تاريخنا، فيأتي ويذهب من دون أن يغير من المشهد الرياضي شيئاً ،ولذا إن لم تكن إرادتنا للتغيير هذه المرة ،مشمولة بآليات تنفيذية نتعهد ونلتزم بها جميعا ، فلننح الأمر برمته جانباً ،حتى يقضي الله أمره في تخاذلنا وتقصيرنا في حق رياضتنا   

 

في لحظة تأمل لواقعنا ، بعيداً عن كل ما يلهينا ويستنزف وقتنا وجهدنا في الشأن المحلي، وجدت أن مشكلتنا الحقيقية تكمن في خانة الفعل والتنفيذ ، لا في خانة الهدف والرؤية ، فنحن من بعد أن نضع الإستراتيجيات ،وما أكثرها في رياضتنا، لا نقدر عملياً على الوفاء بمتطلباتها ميدانياً ، ما يعني أن المنظومة تعاني خللاً واضحا في آليات العمل التنفيذي ،وتحديداً في  مرحلة المتابعة والرقابة  ،فـ"الحوكمة" التي نتحدث عنها في كل أطروحاتنا ، للأسف ،ليس لها وجود حقيقي على أرض الواقع ،وإلا لكان الحال غيرالحال كلياً 

 

  انها مبادرة وطنية خالصة ،ويسعدنا بكل تجرد ونكران ذات أن يكون  مجلس الشارقة الرياضي هو الداع لها، ولكن حقاً وصدقاً ،ومع التسليم بحسن النوايا، مالضامن لنجاحها  وتحقيق كل ماستخرج به من توصيات !؟

أعتقد أن ضمانة نجاح هذه المبادرة ستكون مرهونة بأمرين .. الأول أن يكون الملتقى برعاية مجلس الوزراء حتى تكون توصياته مشفوعة بسلطة تنفيذية على أعلى مستوى ،والثاني أن تتولاه  وتنظمه الهيئة العامة للرياضة بوصفها المظلة الرسمية لكل مؤسسات الحركة الرياضية

   

لا أريد استباق الوقت ،لكن هناك معوقات محددة كشفتها تجاربنا في السنوات الماضية ،وآن الأوان لكي نضع ملفاتها على مائدة البحث حتى نودعها نهائياً مثل: نقص الدعم ،التفرغ ، عدم وجود مجمع أولمبي ، ضعف الكوادر ،وصلاحيات الهيئة واللجنة الأولمبية ،وهي كما أدركنا من خلال تجاربنا ،عبارة عن دوائر متداخلة مع بعضها البعض ، ولذا لن نتخلص منها إلا إذا تصدينا لها جملة واحدة

 دعونا نستهل العام الجديد بمشروع وطني كبير كهذا.. بطموح واقعي وحقيقي ..وبمواجهة صريحة مع أنفسنا قبل منافسينا

دعونا نتخلص من مشكلاتنا المستعصية ، قبل أن نحلق لتحقيق أمانينا المستحيلة ، فالحقيقة المريرة ،أن علتنا، كانت ومازالت، منا وفينا 

عيسى هلال الحزامي