هنا الشارقة

أب.. وأم
** في وقت مبكر من أيام طفولتي، أدركت أن أسرتي ليست إلا دائرة صغيرة ضمن دوائر أكبر، يتسع محيطها من الفريج إلى الحي ،ومن الحي إلى الضاحية ،ومن الضاحية إلى المدينة ،ومن المدينة إلى الإمارة حيث الأسرة القاسمية الكبيرة بالأب الحنون سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ،والأم الرؤوم قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي ،وعفواً، لا أعني بذلك البعد الجغرافي المعلوم في مساحات تلك الدوائر المتداخلة  ،انما الذي أعنيه أكثر، هو البعد الإنساني بكل ما يحمله من قيم ومبادئ ومثل عليا تمتد من الأسرة والبيت الصغيرين إلى الأسرة والبيت الكبيرين في الإمارة الباسمة ، فما تربيت عليه، ورسخ في وجداني ،وصنع مفردات ثقافتي وعاداتي ليس إلا نتاج توجيهات الأب صاحب العقل الرشيد و لمسات الأم صاحبة القلب الكبير .  
** قفزت كلمات هذه الخاطرة طواعية  بمجرد أن طالعت تفاصيل استقبال صاحب السمو حاكم الشارقة وقرينته لأصحاب الإنجازات العلمية والتكنولوجية المنتسبين لمؤسسات ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين يوم الثلاثاء الماضي بقصر البديع ،فمن بديع ما رأيت وما سمعت خلال هذا اللقاء، تلك المشاهد الحانية للأب والأم وهما يحتضنان أبناء وبنات الإمارة بكل الحب والعطف والإهتمام ، وتلك الكلمات البليغة الصادقة التي عبرا بها عن مشاعرهما والتزاماتهما تجاههم ،ناهيك عن النصائح والتوجيهات التي تدعوهم للمواظبة على الصلاة وقراءة القرآن ، ومواصلة الاجتهاد في سبيل تحصيل العلم والمعرفة ، لتحقيق المستقبل الباهر السعيد .
** هذه هي "الشارقة" التي أرى أن "روح الأسرة الواحدة" أكثر ما يميزها كإمارة في العقد الفريد لدولتي الحبيبة "الإمارات" ،فنحن من دون اتفاق نتفق ، ومن دون اتصال نتواصل، ومن دون تعليمات نعمل كأفراد ومؤسسات في كل القطاعات لتحقيق أهداف وغايات واحدة ، لأننا جميعا ،ومن نعومة أظفارنا ،تربينا على قيم نبيلة ومعاني جميلة زرعها فينا جميعاً الأب القائد والأم الحنون ، وان شاء الله في ظلهما الممدود ودعمهما غير المحدود ستتواصل مسيرة التطور والبناء لتحقيق المزيد من الإنجازات في كل المجالات .
** قراء "هنا الشارقة " الأعزاء ، سعدت كثيراً بالتواصل  معكم عبر هذه الزاوية ،التي حرصت فيها على التعبير بصدق وموضوعية عن هموم وشجون رياضة الإمارات ،وان شاء الله يستمر تواصلنا بعد إجازة صيفية قصيرة  ، فإلى اللقاء,وفي امان الله.
عيسى هلال الحزامي