هنا الشارقة

شهادة مجروحة
** كانت يد الشارقة هي "الغائب الحاضر" في البطولة الخليجية لأبطال الكؤوس التي حضرت حفل ختامها مؤخراً بالكويت ، بدعوة كريمة من خالد الغانم رئيس نادي الكويت،حيث دارت أحاديث جانبية كثيرة عن التجربة الشرقاوية في مجال اللعبة ،إذ وصفها البعض بـ "الظاهرة" والبعض الآخر بالـ"نموذج" ،وكان السؤال المتكرر يستفسر عن سر هذا التفوق الشرقاوي الذي استمروتواصل، وكانت محصلته احتكار البطولات كل موسم بكل المراحل ،ومع فخري وسعادتي بما سمعته من تقدير وثناء، حاولت في اجاباتي ان ألخص ما أعرفه بحكم المعاصرة والمتابعة كرياضي، وبحكم الوظيفة والدور كمسؤول،وكانت المحصلة في النقاط التالية ،التي اعتقد أنها تصيغ في مجملها كل وأي نجاح :
• أولا "روح الأسرة الواحدة " فالكل يعمل بحب وتفان في خدمة اللعبة من الفريق الأول للرجال وحتى البراعم . 
• ثانيا "تواصل الأجيال" فاستراتيجية العمل يحكمها النظام المستدام لا الأفراد الذين يتغيرون من إدارة لأخرى .
• ثالثا" التنسيق والتكامل" الذي يجعل محصلة جهود الإدارة مع الأجهزة الفنية واللاعبين على أحسن ما يكون .
** وبالطبع لم يتسع المجال هناك لسرد تفاصيل كثيرة مهمة وجوهرية في هذا التفوق الشرقاوي، لكن لعل المجال يتسع في هذا المقال للإشارة إلى ما يمكن اعتباره "السر الخفي" الذي تساءل عنه الأخوة في الكويت ، ألا وهو الدور الذي يلعبه العنصر البشري في تحويل النظريات والخطط والبرامج إلى منتج رياضي ناجح مرصع بالبطولات والألقاب ،فمن الأساس هناك رؤية رشيدة وفكرة حاكمة لا تبخس حق اللعبة وتوفر لها كل متطلباتها من منشآت وتجهيزات وخلافه، وهذه الرؤية صاحبها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، وفي مرتبة تالية جاء عطاء رجال عظام أسسوا البناء وحافظوا عليه من جيل إلى جيل وأخص منهم بالذكر: أحمد الفردان والشيخ أحمد بن عبد الله آل ثاني وخميس بن سالم وعلي عمران وعبد الله بن خادم ، فالإرث الشرقاوي معهم وبهم زاد ونما حتى صار نتاجه عماداً للمنتخبات ،و فائضه رافدً لفرق الأندية الأخرى ،والآن يحمل الراية ويواصل المسيرة المظفرة ابن اللعبة محمد عبيد الحصان.
** بصراحة ،الحديث عن اليد الشرقاوية إذا بدأ لن ينتهي ،فهو حديث ذو شجون ، كما ان شهادتي في هذا الصرح الكبير الذي أدين له بالفضل وأكن له الحب والولاء ستبقى دائما "شهادة مجروحة".
عيسى هلال الحزامي