هنا الشارقة
دورة إستثنائية جدا
ستولت علي مشاعر الفخر والسعادة ،وأنا أتابع فقرات حفل افتتاح النسخة السابعة من دورة ألعاب الأندية العربية للسيدات، وجال بخاطري كل ما مرت به هذه الدورة حتى أصبحت فكرتها المذهلة حقيقة واقعة، ففي وقت ما بزمن ولى ومضى ، كان مجرد التفكير في دورة كهذه لرياضات المرأة ضربًا من ضروب المستحيل ، لكن مع وجود "الرؤية والإرادة والثقافة والهدف والقيم "، أصبح المستحيل ممكنًا ،وهذه المفردات التي ذكرتها هي التي تفلسف كل وأي نشاط، رياضي أو غير رياضي، تشهده الشارقة، وطالما اجتمعت هذه المفردات الخمس مع بعضها البعض ، فنحن بالتأكيد نتحدث عن هوية الإمارة وشخصيتها المميزة التي رسمها وحدد معالمها، بأدق تفاصيلها، حاكمها الحكيم سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى .
**كيف كانت الدورة وكيف أصبحت ؟ سؤال تمتد اجابته عبر 12 عامًا لترصد التاريخ والميلاد ليس إلا ، انما من عاصر البداية سيدرك أن ما بين أيدينا الآن كان مرئيًا ومستدركًا منذ اللحظة الأولى ،فهي دورة لإرساء الأخلاقيات والمثل العربية الأصيلة، وإعلاء شأن المرأة العربية التي تبوأت مكانها ومكانتها في شتى المجالات ببراعة واقتدار، كي تبرهن على حضورها وتميزها في المجال الرياضي أيضًا بإبداع وابهار، ومن يرى المحصلة اليوم سيكتشف أن الشارقة سبقت زمانها بتلك الدورة، وآنها صنعت بها حاضرًا مغايرًا ومستقبلًا مشرقاً لرياضات المرأة.
**وقد كانت كلمة قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة "راعية الدورة" بليغة للغاية في هذا الحفل الجميل الذي شهده مسرح المجاز، إذ أمرت وأوصّت، ونصحت ووجهت، وحفزّت وشجّعت ،بكل ما يضمن ويؤمن المنافسة الشريفة والتمثيل المشرف، كما كان استشهادها بالشهيدة الفلسطينية "نغم أبو سمرة " له كل الدلالات الوطنية والقومية، كأيقونة رياضية تستحق أن تكون القدوة والمثل لكل المشاركات .
** وكذلك أنصف وصدق الشيخ خالد بن أحمد القاسمي رئيس اللجنة المنظمة إذ قال: "إن الدورة مشروعًا تنمويًا يجسد بروح الفريق جهد إمارة بأكملها " .. وإذا أضفنا لما سبق ما تشي به أرقام نسختها السابعة (8 ألعاب، 560 لاعبة، 63 فريقًا، 15 دولة ) ،واستدركنا ما ذكرته بخصوص شكلها ومضمونها، وهدفها ومغزاها، وهويتها "النسائية العربية" التي تميزها عما عداها، سندرك بكل الجلاء والوضوح انها "دورة استثنائية جداً".